ومن دلائل عظمة القرآن وإعجازه أنه حينما ذكر الزواج .. لم يذكر الحب
وإنما ذكر المودة والرحمة والسكن .. !
.. سكن النفوس بعضها إلى بعض .. وراحة النفوس بعضها إلى بعض .. !
.. { وَمِــنْ آيَــاتِــهِ أَنْ خَلَــقَ لَكُــم مِّـنْ أَنفُسِكُــمْ أَزْوَاجــًا لِّتَسْكُنُــوا إِلَيْهَــا وَجَعَــلَ بَيْنَكُــم مَّــوَدَّةً وَرَحْمَــةً } .. "الروم – 21"
.. إنها الرحمة والمودة .. مفتاح البيوت ..
.. والرحمة تحتوي على الحب بالضرورة .. والحب لا يشتمل على الرحمة .. بل يكاد بالشهوة أن ينقلب عدوانــًا .. !
.. والرحمة أعمق من الحب .. وأصفى وأطهر .. !
.. والرحمة عاطفة إنسانية راقية مركبة .. ففيها الحب .. وفيها التضحية ..
وفيها إنكار الذات .. وفيها التسامح .. وفيها العطف .. وفيها العفو .. وفيها الكرم .. !
.. وكلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية .. وقليل منا هم القادرون على الرحمة .. !
.. وبين ألف حبيبة هناك .. واحدة يمكن أن ترحم .. والباقي طالبات هوى ونشوة ولذة .. !
.. اللهم إني أسألك رحمة .. اللهم إني أسألك مودة تدوم ..
.. اللهم إني أسألك سكنـًا عطوفـًا وقلبـًا طيبــًا ..
.. اللهم لا رحمة إلا بك ومنك وإليك ..
.. د. مصطفى محمود